Tuesday, May 27, 2008

اعترافات تاء التأنيث

يا أسمرُ
جُنَّ جنوني فيكَ
وضاقَ علي الوردِ البستانْ
يا أسمرُ
لا زمنٌ لخطاكَ
خُطاك لها كلُّ الأزمانْ
تاءُ التأ نيثِ
بلا وطنٍ
يا وحدَكَ
يا وطنَ الأوطانْ!
فنجانُ القهوةِ
منفَرِدٌ
يتأملَ وحدَتَهُ
الفنجان
المعطف لا يدفِئُ
والخوف
يخبُّ إلى أقصي الشريان
و غيابك
نَقْصٌ في الإيقاع
غيابك نقْصٌ في الألوانْ
ينطفئُ الوقَتُ
وتوشك أن تندلعَ الدمعةَ
في الأجفان
صيادَ اللؤلؤِ
يا صيادُ
إذا أبحرت إلىَّ الآنْ
أَكْسِرُ أصدافي بين يديكَ
لِتُشْرِقَ لؤلؤةُ الوجدانْ
إن دقَّ الهاتفُ
دقَّ القلبُ
وقال: وداعاً للكتمان
صوتُكَ
ما أعمق هذا البحرَ
وما أرحبَ هذي الشطآن
يا أولَ صوتٍ في الدنيا
يخترِقُ القلبَ
بلا استئذانْ
لا حيلةَ لِيْ فِيْكَ
سوى الحبِّ
أحبُّكَ
وليأتِ الطوفان
يا أوَّلَ مَنْ لوَّحَ بالحُلْمِ
وغرَّبني
في كلِّ مكانْ
يا أوَّل مَنْ بشَّرَ بالدفءِ
وأعطاني منهُ
البركانْ
هل تكْسِرُ إيقاعاتِ القلبِ
لتَضْبِطَ إيقاعَ الألحانْ ‍‍
أرفضُ أن أجرحَ وتر القلبِ
لتَصَحَ
موسيقا "شوبانْ"
أرفض أن أسفَحَ زهو النَهْدِ
لينهضَ
في لوحة "جو جان"
أن أصبحَ قافيةً للعشقِ
وخمسَ قوافٍ
للهجرانْ
أنا بنتُ الحِّب
وأختُ الشِّعْرِ
وأعَدى أعداءِ النسيان
لا أطلبُ بيتًا في الذكرى
أو ركنًا في مقهى الأحزانْ
كن فَرَحي بالرجل الكوني
وزهوي بالمجد الرنان
لا أطلبُ منك
سواك
أنا أحببتُك كُنْ

ويكون

وكانْ ‍‍
المتألق دائماً
احمد بخيت

Wednesday, May 21, 2008

أَنَـــــــا امْــــــــرَأَةٌ

أَنَا امْرَأَةٌ.. أَنَا امْرَأَةٌ..
أَنَا امْرَأَةٌ بِلاَ اسْمٍ..
مَا الذِي تَعْنِيهِ أَسْمَاءُ النِّسَاءِ لَكُمْ..
أَ تَفْرُقُ هِنْدُ عَنْ لَمَيَاءَ عَنْ زَيْنَبْ
أَنَا امْرَأَةٌ.. بِلاَ وَطْنٍ..
كَــمَـرِّ السُّحُبِ تَحْمِلُهَا رِيَاحٌ أَيْنَمَا تَذْهَبْ
كَــطَفْوِ الزَّبَدِ لاَ بَحْـرٌ لَهُ يُنْسَبْ
أَنَا امْرَأَةٌ.. وَ يَكْفِينِي..
فَلِي قَلْبٌ تَسَمَّى مِثْلَمَا قُلِّبْ
وَ نَيْلُ شَغَافِه مَأْرَبْ
لِتَمْلِكَهُ.. تَعَلَّمْ كَلِمَةَ ( امْرَأَةٍ ) .. وَ لاَ تَعْجَبْ
أَنَا امْرَأَةُ.. أَنَا امْرَأَةٌ..
وَ حِينَ أَحِبُّ مَا أَرْحَبْ
فَلاَ تَعْجَبْ
أَضُمُّ النَّهْرَ فِي كَفِّي لِكَيْ تَشْرَبْ
وَ أَطْوِي شَطَّهُ الأُخْرَى لِتُجْلِسَ قَلْبَكَ المُتْعَبْ
أَمُدُّ يَدَيَّ لِسَمَائِي..
أُعِيدُ نِظَامَ أَنْجُمِهَا.. أُلَمْلِمُهَا..
فَلاَ مِيزَانَ أَوْ عَقْرَبْ
وَ أَنْثُرُهَا عَلَى اسْمِكَ إِذْ بِهِ رُتِّبْ
وَ إِنْ مَا طَالَ لُقْيَانَا كَعَادَتِنَا وَ لَمْ نَشْعُرْ..
وَ أَوْشَكَ يَوْمُنَا يَذْوِي.. بِلَيْلٍ قَادِمٍ يَحْوِي..
أَعَدْتُ الشَّمْسَ لِلْمَغْرِبْ
بِحُبِّكَ أَمْلِكُ الأَزْمَانَ وَ الأَكْوَانَ كَيْفَ يَؤُودُنِي كَوْكَبْ
أَنَا امْرَأَةٌ.. أَنَا امْرَأَةٌ..
وَ حِينَ أَثُورُ مَا أَصْعَبْ
فَلاَ تَعْجَبْ
سَأَقْطَعُ شَجَرَ جَنَّاتِي..
وَ أَحْطِبُ كُلَّ مَا يُحْطَبْ
سَأُبْدِلُ زَعْفَرِي قَاراً..
وَ أَبْدِلُ مَرْمَرِي نَاراً..
لِكَيْ تُلْهَبْ
وَ لاَ تَحْسَبْ..
جواباً سَوْفَ أَسْمَعُهُ..
حِسَاباً سَوْفَ أَزْمَعُهُ..
عِقَاباً سَوْفَ أَرْفَعُهُ..
وَ لاَ تَرْقُبْ
وَ لَنْ يـُخْـبَـى لَظَى نَارِي بِمَعْذِرَةٍ وَ لاَ صَيِّبْ
فَعِنْدِي لاَ مُحَاكَمَةٌ لِمَنْ فِي حُبِّهِ أَذْنَبْ
وَ عُرْفِي لاَ مُسَاوَمةٌ لِسَاناً قَلْبُهُ أَكْذَبْ
وَ مِثْلِي لَيْسَ مَنْ تُغْلَبْ
فَهِرَّةُ أَمْسِكَ المَلْسَاءُ قَدْ ضَاعَتْ وَدَاعَتُهَا..
وَ رَبْتُ الكَفِّ فَوْقَ الظَّهْرِ لَنْ يَخْلُبْ
فَتَحْتَ الزَّغَبِ ذَا مِخْلَبْ
وَ مَا أَدْرَاكَ مَا أَحْجُبْ
أَنَا امْرَأَةٌ.. أَنَا امْرَأَةٌ..
تَعَلَّمْ كلمةَ ( امْرَأَةٍ ) ..
كَمَا عُلِّمْتَ مَنْطِقَهَا وَ أَحْرُفَهَا..
تَعَلَّمْ كَيْفَ أَحْيَاهَا لِتَعْرِفَهَا.. كَمَا تَـكْـتُـبْ
تَذَكَّرْ أَنَّنِي امْرَأَةٌ.. تَذَكَّرْ كُلَّمَا تَعْجَبْ
د/ احمد حماد
 

ألق الـحروف