Thursday, November 26, 2009

بطاقات معايدة.. إليك

- غيرة

أغــار من الأشياء التي

يصنع حضوركَ عيدها كلّ يوم

لأنها على بساطتها

تملك حقّ مُقاربتك

وعلى قرابتي بك

لا أملك سوى حقّ اشتياقك

ما نفع عيد..

لا ينفضح فيه الحبُّ بكَ؟

أخاف وشاية فتنتك

بجبن أُنثى لن أُعايدك

أُفضّل مكر الاحتفاء بأشيائك

ككل عيد سأكتفي بمعايدة مكتبك..

مقعد سيارتك

طاولة سفرتك

مناشف حمّامك

شفرة حلاقتك

شراشف نومك

أريكة صالونك

منفضة تركت عليها رماد غليونك

ربطة عنق خلعتها لتوّك

قميص معلّق على مشجب تردّدك

صابونة مازالت عليها رغوة استحمامك

فنجان ارتشفت فيه

قهوتك الصباحيّة

جرائد مثنية صفحاتها.. حسب اهتمامك

ثياب رياضية علِق بها عرقك

حذاء انتعلته منذ ثلاث سنوات

لعشائنا الأوّل..

***

- طلب

لا أتوقّع منك بطاقة

مثلك لا يكتب لي.. بل يكتبني

ابعث لي إذن عباءتك

لتعايدني عنك..

ابعث لي صوتك.. خبث ابتسامتك

مكيدة رائحتك.. لتنوب عنك.

***

- بهجة الآخرين

انتهى العام مرتين

الثانية.. لأنك لن تحضر

ناب عنك حزن يُبالغ في الفرح

غياب يُزايد ضوءاً على الحاضرين

كلّ نهاية سنة

يعقد الفرح قرانه على الشتاء

يختبرني العيد بغيابك

أمازلت داخلي تنهطل

كلّما لحظة ميلاد السنة

تراشق عشّاق العالم

بالأوراق الملوّنة.. والقُبل

وانشغلت شفتاك عني بالْمُجاملات..

لمرّة تعال..

تفادياً لآثام نِفاق آخر ليلة..

في السنة!



Friday, October 16, 2009

كان بُوسعي




قد كان بُوسعي،

- مثل جميع نساء الأرضِ

مغازلةُ المرآة

قد كان بوسعي،

أن أحتسي القهوة في دفء فراشي

وأُمارس ثرثرتي في الهاتف

دون شعورٍ بالأيّام.. وبالساعاتْ

قد كان بوسعي أن أتجمّل..

أن أتكحّل

أن أتدلّل..

أن أتحمّص تحت الشمس

وأرقُص فوق الموج ككلّ الحوريّاتْ

قد كان بوسعي

أن أتشكّل بالفيروز، وبالياقوت،

وأن أتثنّى كالملكات

قد كان بوسعي أن لا أفعل شيئاً

أن لا أقرأ شيئاً

أن لا أكتب شيئاً

أن أتفرّغ للأضواء.. وللأزياء.. وللرّحلاتْ..

قد كان بوسعي

أن لا أرفض

أن لا أغضب

أن لا أصرخ في وجه المأساة

قد كان بوسعي،

أن أبتلع الدّمع

وأن أبتلع القمع

وأن أتأقلم مثل جميع المسجونات

قد كان بوسعي

أن أتجنّب أسئلة التّاريخ

وأهرب من تعذيب الذّات

قد كان بوسعي

أن أتجنّب آهة كلّ المحزونين

وصرخة كلّ المسحوقين

وثورة آلاف الأمواتْ ..

لكنّي خنتُ قوانين الأنثى

واخترتُ ..مواجهةَ الكلماتْ


Tuesday, September 1, 2009

لا اعرف الشخص الغريب





لا أعرف الشخصَ الغريبَ ولا مآثرهُ

رأيتُ جِنازةً فمشيت خلف النعش،

مثل الآخرين مطأطئ الرأس احتراماً. لم

أجد سبباً لأسأل: مَنْ هُو الشخصُ الغريبُ؟

وأين عاش، وكيف مات فإن أسباب

الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة

سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى

عَدَماً ويأسفُ للنهاية؟ كنت أعلم أنه

لن يفتح النَّعشَ المُغَطَّى بالبنفسج كي

يُودِّعَنا ويشكرنا ويهمسَ بالحقيقة

( ما الحقيقة؟)

رُبَّما هُوَ مثلنا في هذه

الساعات يطوي ظلَّهُ. لكنَّهُ هُوَ وحده

الشخصُ الذي لم يَبْكِ في هذا الصباح،

ولم يَرَ الموت المحلِّقَ فوقنا كالصقر

فاًحياء هم أَبناءُ عَمِّ الموت، والموتى

نيام هادئون وهادئون وهادئون ولم

أَجد سبباً لأسأل: من هو الشخص

الغريب وما اسمه؟ لا برق

يلمع في اسمه والسائرون وراءه

عشرون شخصاً ما عداي ( أنا سواي)

وتُهْتُ في قلبي على باب الكنيسة:

ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ

أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،

فالموتى سواسِيَةٌ أمام الموت .. لا يتكلمون

وربما لا يحلمون .

وقد تكون جنازةُ الشخصِ الغريب جنازتي

لكنَّ أَمراً ما إلهياً يُؤَجِّلُها

لأسبابٍ عديدةْ

من بينها: خطأ كبير في القصيدة

Wednesday, August 26, 2009

أن أكون في كلّ التراويح روحَكْ



ما طلبتُ من اللّهِ

في ليلةِ القدر

سوى أن تكون قَدَري وستري

سقفي وجُدران عُمري

وحلالي ساعةَ الحشرِ

**

يا وسيمَ التُّقَى

أَتَّقي بالصلاةِ حُسنكْ

وبالدعاءِ ألتمسُ قُربكْ

أُلامسُ بالسجودِ سجاداً

عليه ركعتَ طويلاً

عساني أُوافق وجهك

**

مباركةٌ قدماك

بكَ تتباهَى المساجد

وبقامتك تستوي الصفوف

هناك في غربة الإيمان

حيثُ على حذر

يُرفع الأذان

**

ما أسعدني بك

مُتربِّعاً على عرش البهاء

مُترفِّعاً.. مُتمنعاً عصيَّ الانحناء

مُقبلاً على الحبّ كناسك

كأنّ مهري صلاتُك

**

يا لكثرتكْ

كازدحام المؤمن بالذكرِ

في شهر الصيام

مزدحماً قلبي بكْ

**

كيف لــي

أن أكون في كلّ التراويح روحَكْ

كي في قيامك وسجودك

تدعُو ألاَّ أكون لغيرك.


Monday, August 24, 2009

سـارة



لـ"سارة

أختِ النَدى أنْ تَبوحْ

وألاتريح ولا تستريحْ

أفي وِسْعِها الشمسُ ألا تضيءَ؟

وهل يملك العِطْرُ

ألا يفوحْ؟

كعادتِها

تُلْهِمُ الملهمينَ

ولا تَمْنَحُ الشارحينَ

الشروحْ

لها

أن تعذِّبَ

فرسانَها

وأن تَصطَفِيْ البدويَّ الجَموحْ

وتمنحَهُ وردةَ الأنبياءِ

فيخطو على الماءِ

خَطْوَ المسيحْ


إهداء من الشاعر الجميل " أحمد بخيت " ليا :)


يقولون



يقولــــــون ؛
ان الكتابة اثــــم عظيـــم ...
فلا تكتبـــى .
وانّ الصلاة أمام الحروف ... حرام
فلا تقربـــى .
وانّ مداد القصائــــــد سمّ ...
فايّاك أن تشربى .
وها أنـــــذا
قد شـــربت كثيرا
فلم أتسمّم بحبر الدواة على مكتبى
وها أنـــــذا ...
قد كتبت كثيــــرا
وأضرمت فى كل نجم حريقا كبيرا
فما غضب الله يوما علىّ
ولا أســتاء منىّ النبىّ .....
يقولــــــون ؛
انّ الكلام امتياز الرجــال ...
فلا تنطقى !!
وانّ التغزّل فنّ الرجــــال ...
فلا تعشقى !!
وانّ الكتابة بحر عميق المياه
فلا تغرقى ...
وها أنذا قد عشقت كثيرا ...
وها أنذا قد سبحت كثيرا ...
وقاومت كلّ البحار ولم أغـرق ...
يقولـــــون :
انى كسرت بشعرى جدار الفضيله
وان الرجال هم الشعراء
فكيف ستولد شاعرة فى القبيله ؟؟
وأضحك من كل هذا الهراء
وأسخر ممن يريدون فى عصر حرب الكواكب ..
وأد النســاء ...
وأسأل نفسى ؛
لماذا يكون غناء الذكور حلالا
ويصبح صوت النساء رذيـــــله ؟
لماذا ؟
يقيمون هذا الجدار الخرافىّ
بين الحقول وبين الشــــجر
وبين الغيوم وبين المطر
ومابين أنثى الغزال ، وبين الذكر ؟
ومن قال ؛ للشعر جنس ؟
وللنثر جنس ؟
وللفكر جنس ؟
ومن قال ان الطبيعة
ترفض صوت الطيـــور الجميله ؟
يقولـــــون ؛
انّى كســـرت رخامة قبرى ...
وهذا صحيــــح .
وانّى ذبحت خفافيش عصرى ...
وهذا صحيــــح .
وانّى اقتلعت جذور النفاق بشعرى
وحطّمت عصر الصفيح
فان جرّحونى ...
فأجمل مافى الوجود غزال جريح
وان صلّبونى . فشكرا لهم
لقد جعلونى بصفّ المســـيح ...
يقولـــون ؛
ان الأنوثة ضعـــف
وخير النساء هى المرأة الراضيه
وانّ التحرّر رأس الخطايا
وأحلى النساء هى المرأة الجاريه
يقولـــون ؛
ان الأديبات نوع غريب
من العشب ... ترفضه الباديه
وانّ التى تكتب الشعر ...
ليســت سوى غانيــــه !!
وأضحك من كلّ ما قيل عنّى
وأرفض أفكار عصر التنك
ومنطق عصر التنك
وأبقى أغنّى على قمّتى العاليه
وأعرف أنّ الرعود ستمضى ...
وأنّ الزوابع تمضى ...
وأن الخفافيش تمضى ...
وأعرف أنّهم زائلــــــــون
وأنّـــــى أنا الباقيـــــــــه


Thursday, May 7, 2009

جزيرة بعيدة



يا عُمريَ المفقود ،

إني قد أضعتُكَ من قديمٍ

بعدما

أغرقتَ ذاتَكَ

في بحارِ الأغنية

شاركتَني

في جُرمِ مقتل حبِّنا

أهملتَني فوق الرمال

ومضيتَ تسبحُ

في الهجيرِ ،

إلى جزيرتكَ البعيدة ..

ونحتَّ من أشجارها قلمًا

وأفنيتَ النهارْ

متعبِّدا

في قدس مملكةِ الحروفْ

ونسيتَ أني عند قوسِ الأفقِ

وحدي

أصطلي جمرَ الفراقْ

ولأنّني

عشقَتْ عيوني جنّتَك

ظللتُ أرقبُ عوْدتك

عشرين عمرًا لا تؤوبُ لأيكتي

فرميتُ نفسي في محيطٍ اليأسِ أنتظر الوصال

وسبحتُ حتَّاكَ التقيتُكْ

في خدر ربّات الخيالْ

لم تلتفتْ

وتركتَني في عزلتي .

يا ناسكًا

في قُدسِ محرابٍ الكلامِ ،

كما عشقتُ جنونَ حرفكْ

أحببتُ فيكَ تصوُّفَكْ

ساءَلتُكَ :

هل حانَ وقتُ تعلُّمي شرعَ الحروف ؟

وشرعتَ تَجذبني إلى دينِ الخليل

وتدٌ .. سببْ

رَمَلٌ .. خببْ

فإليكَ أستاذي الجليلِ

أقولها :

متفاعلن .. متفاعلن ..

متفاعلن ..

أحببتُكَ .


Saturday, April 25, 2009

مفتون



أنا مفتون بك


ومهما كنت أو صرت

أحبك مثلما أنت

فلا تتغيري أبدًا

وكوني دائمًا أنت

****

رأيتك تعبرين الدرب

وحدك زهرة ظمأى

ونهر الحب في الأعماق

يدنو منك لا ينأى

رأيتك تلثمين الناس

والأضواء في صمت

وبين براثن الطرقات

لا تدرين ما يأتي

وكانت طفلة تبكي

على الإفريز مهجورة

إذا نظراتك الملساء

طوفان من الحيرة..

بعيدًا أنت تنسابين

والأنظار تفترسك

وداعًا طفلتي السمراء

حقًا .. سوف أفتقدك !

****

رأيتك قد رسمت الزهر

فوق غلاف كراسك

وغم سذاجة التكوين

أهوى دفء إحساسك ..

وحول الدفتر البراق

تلتف اليد الخجلى

كأنك تحتوين العمر

والأفكار أن تبلى

وجاءت نسمة سكرى

تداعب ثوبك الأزرق

فهبت كفك العذراء

تسكتها . ولم ترفق

وفوق جبينك الوضاء

تعبث خصلة نشوى

رفعت الكف في ضجر

لتمنعها .. بلا جدوى !

****

بعيدًا أنت تنسابين

والأنظار تفترسك

وداعًا طفلتي السمراء

حقًا .. سوف أفتقدك

Saturday, March 28, 2009

الحروف المحترقة


يا سيدي..
رفقاً بأعصابي التي
أحرقتَها
وجعلتَ مني دميّةً
تلهو بها.
وطلبتَ فردوسَ الوجودِ
جميعَهُ
أقصيتني في هامشِ الأوراقِ
سيدةً يلازمُها الخفاءُ ،
وسُكْنَةً وقتَ الفراغْ.
ونسيتَ كيفَ وهبتُكَ
الوقتَ الذي بددتَهُ
حبيّ الذي أزهقتَهُ
أدميتَ خاصرتي
بسيفٍ من جمودْ
ووقفتَ ترقبَ نزفها حتى الممات.
أشقيتني..
ونسيتَ أني لستُ أقبلُ
-مطلقاً-
إحناءَ قامتيَ
انخفاضةَ جبهتي.
أوَ لستَ تدري ما الذي قد ساءني..
في سالفِ الأيامِ..
أنتَ تعيدهُ..
أنا إن أضعتُ
كرامتي يا سيدي
لم يبقَ مني غيرَ صفر ٍ منكرٍ
تسعونَ شخصاً,
طوَّفوا بالقصرِِ
لم أفتحْ لهم
و نظمتُ فيكَ..
قصائداً معقودةً
بشرائط ٍ بيضاءَ من
ثوبِ الزفاف.
مزقتَها..
و مضيتَ تقتلُ عِزّتي.
الآنَ فارحلْ عن سمائيَ
لم أعدْ
أعبا بزيفِ حروفكَ الولهى
وقلبٍ شُقَّ
من حجرٍ أصَّمْ.
أمَّا قصائديَ التي أذللتَها..
فاحذرْ حريقَ الحرفِ منها
أن يذيبَك
أو تخوضَ جحيمَه.

Friday, March 27, 2009

قل لي



قل لي . قل لي
هل أحببت امرأة قبلي
تفقد , حين تكون بحالة حب
نور العقل ..؟
قل لي . قل لي
كيف تصير المرأة حين تحب
شجيرة فل ؟



قل لي
كيف يكون الشبه الصارخ
بين الأصل , وبين الظل
بين العين , وبين الكحل ؟
كيف تصير امرأة عن
عاشقها
نسخة حب .. طبق الأصل ؟..



قل لي لغة ...
لم تسمعها امرأة غيري ...
خذني .. نحو جزيرة حب ..
لم يسكنها أحد غيري ..
خذني نحو كلام خلف
حدود الشعر
قل لي : إني الحب الأول
قل لي : إني الوعد الأول
قطر ماء حنانك في أذنيا
إزرع قمراً في عينيا
إن عبارة حب منك ..
تساوي الدنيا ...



يا من يسكن مثل الوردة في
أعماقي
يا من يلعب مثل الطفل على
أحداقي
أنت غريب في أطوارك مثل
الطفل
أنت عنيف مثل الموج
وأنت لطيف مثل الرمل ..
لا تتضايق من أشواقي
كرر . كرر اسمي دوماً
في ساعات الفجر .. وفي
ساعات الليل قد لا أتقن فن
الصمت .. فسامح جهلي ..
فتش . فتش في أرجاء
الأرض فما في العالم أنثى
مثلي...
أنت حبيبي . لا تتركني
أشرب صبري مثل النخل ..
إني أنت ..
فكيف أفرق ..
بين الأصل ,
وبين الظل ؟

Sunday, March 22, 2009

لا تنتقد خجلي

لا تنتقد خجلي الشـديد .. فإنني

درويشة جــدا … وأنت خبير ..

يا سيد الكلمات .. هبني فرصة

حتى يذاكر دروســه العصفور ..

خذني بكل بساطتي ..وطفولتي

أنا لم أزل أصبـــو ..وأنت كبيــــر .

أنا لا أفرّق بين أنفى أو فمي

في حين أنت على النساء قدير ..

من أين تأتى بالفصاحة كلهـــا..

وأنا .. يموت على فمي التعبيــر

أنا في الهوى لا حول لي أو قوة

إن المحبّ بطبعـــه مكســــور .

إني نسيت جميع ما علمتني

في الحب فاغفر لي وأنت غفور

يا واضع التاريخ .. تحت ســريره

يا أيها المتشاوف المغـــرور .

يا هادئ الأعصاب ..أنك ثابت

وأنا ..على ذاتي أدور ..أدور ..

الأرض تحتي دائما محروقة

والأرض تحتك مخمل وحرير ..

فرق كبير بيننا يا سيدي

فأنا محافظـــة .. وأنت جســـور

وأنا مقيّدة .. وأنت تطيـــــر ..

وأنا .. أنا .. مجهـــولة جدا ..

وأنت شهير ..

فرق كبير بيننا .. يا سيدي

فأنا الحضارة

والطغاة ذكور ..

Wednesday, January 14, 2009

أميرة في قصرك الثلجي



أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟

ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....

* * *

ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً

وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...

* * *

أين أنت ؟

ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،

واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟

* * *

ذات يوم ،

جعلتك عطائي المقطر الحميم ...

كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،

دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..

* * *

ذات يوم ،

كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً

كلوحة من الضوء الحي ...

يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،

دونما مناقصات رسمية ،

أو مزادات علنية ،

وخارج الإطارات كلها ...

* * *

لماذا أيها الأحمق الغالي

كسرت اللوحة ،

واستحضرت خبراء الإطارات ؟

* * *

أنصتُ إلى اللحن نفسه

وأتذكرك ...

يوم كان رأسي

طافياً فوق صدرك

وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة

وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك

لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..

كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،

موته المحتوم ذات يوم ...

* * *

حاولت ان تجعل مني

أميرة في قصرك الثلجي

لكنني فضلت أن أبقى

صعلوكة في براري حريتي ...

* * *

آه أتذكرك ،

أتذكرك بحنين متقشف ...

لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح

منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...

لحظة ودعتك

وواعدتك كاذبة على اللقاء

وكنت أعرف انني أهجرك .

* * *

لقد تدفق الزمن كالنهر

وضيعتُ طريق العودة إليك

ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،

وما زلت أرفضك بصدق ...

* * *

لأعترف !

أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...

وأحسست بالغربة معك ،

أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...

معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،

معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن

النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...

آه اين أنت ؟

وما جدوى أن أعرف ،

إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى

من الكرة الأرضية ؟ ...

* * *

وهل أنت سعيد ؟

أنا لا .

سعيدة بانتقامي منك فقط .

* * *

وهل أنت عاشق ؟

أنا لا .

منذ هجرتك ،

عرفت لحظات من التحدي الحار

على تخوم الشهوة ...

* * *

وهل أنت غريب ؟

أنا نعم .

أكرر : غريبة كنت معك ،

وغريبة بدونك ،

وغريبة بك إلى الأبد .

Tuesday, January 13, 2009

استريحي


استريحي
ليس للدور بقيّة
انتهت كلّ فصول المسرحيّة
فامسحي زيف المساحيق
و لا ترتدي تلك المسوح المرميّة
و اكشفي البسمة عمّا تحتها
من حنين .. و اشتهاء .. و خطيّة
كنت يوما فتنة قدسّتها
كنت يوما
ظمأ القلب .. وريّه
***
لم تكوني أبدا لي
إنّما كنت للحبّ الذي من سنتين
قطف التفاحتين
ثمّ ألقى
ببقايا القشرتين
و بكى قلبك حزنا
فغدا دمعة حمراء
بين الرئتين
و أنا ؛ قلبي منديل هوى
جففت عيناك فيه دمعتين
و محت فيه طلاء الشّفتين
و لوته ..
في ارتعاشات اليدين
كان ماضيك جدار فاصلا بيننا
كان ضلالا شبحيّه
فاستريحي
ليس للدور بقيّة
أينما نحن جلسنا
ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ
كنت تخشين من اللّمسة
أن تمحي لمسته في راحتي
و أحاديثك في الهمس معي
إنّما كانت إليه ..
لا إليّ
فاستريحي
لم يبق سوى حيرة السير على المفترق
كيف أقصيك عن النار
و في صدرك الرغبة أن تحترقي ؟
كيف أدنيك من النهر
و في قلبك الخوف و ذكرى الغارق ؟
أنا أحببتك حقّا
إنّما لست أدري
أنا .. أم أنت الضحيّة ؟
فاستريحي ، ليس للدور بقيّة
 

ألق الـحروف