Wednesday, January 14, 2009

أميرة في قصرك الثلجي



أين أنت أيها الاحمق الغالي ؟

ضيعتني لأنك أردت امتلاكي ! ....

* * *

ضيعتَ قدرتنا المتناغمة على الطيران معاً

وعلى الإقلاع في الغواصة الصفراء ...

* * *

أين أنت ؟

ولماذا جعلت من نفسك خصماً لحريتي ،

واضطررتني لاجتزازك من تربة عمري ؟

* * *

ذات يوم ،

جعلتك عطائي المقطر الحميم ...

كنت تفجري الأصيل في غاب الحب ،

دونما سقوط في وحل التفاصيل التقليدية التافهة ..

* * *

ذات يوم ،

كنتُ مخلوقاً كونياً متفتحاً

كلوحة من الضوء الحي ...

يهديك كل ما منحته الطبيعة من توق وجنون ،

دونما مناقصات رسمية ،

أو مزادات علنية ،

وخارج الإطارات كلها ...

* * *

لماذا أيها الأحمق الغالي

كسرت اللوحة ،

واستحضرت خبراء الإطارات ؟

* * *

أنصتُ إلى اللحن نفسه

وأتذكرك ...

يوم كان رأسي

طافياً فوق صدرك

وكانت اللحظة ، لحظة خلود صغيرة

وفي لحظات الخلود الصغيرة تلك

لا نعي معنى عبارة "ذكرى" ..

كما لا يعي الطفل لحظة ولادته ،

موته المحتوم ذات يوم ...

* * *

حاولت ان تجعل مني

أميرة في قصرك الثلجي

لكنني فضلت أن أبقى

صعلوكة في براري حريتي ...

* * *

آه أتذكرك ،

أتذكرك بحنين متقشف ...

لقد تدحرجت الأيام كالكرة في ملعب الرياح

منذ تلك اللحظة السعيدة الحزينة ...

لحظة ودعتك

وواعدتك كاذبة على اللقاء

وكنت أعرف انني أهجرك .

* * *

لقد تدفق الزمن كالنهر

وضيعتُ طريق العودة إليك

ولكنني ، ما زلت أحبك بصدق ،

وما زلت أرفضك بصدق ...

* * *

لأعترف !

أحببتك أكثر من أي مخلوق آخر ...

وأحسست بالغربة معك ،

أكثر مما أحسستها مع أي مخلوق آخر ! ...

معك لم أحس بالأمان ، ولا الألفة ،

معك كان ذلك الجنون النابض الأرعن

النوم المتوقد .. استسلام اللذة الذليل ...

آه اين أنت ؟

وما جدوى أن أعرف ،

إن كنتُ سأهرب إلى الجهة الأخرى

من الكرة الأرضية ؟ ...

* * *

وهل أنت سعيد ؟

أنا لا .

سعيدة بانتقامي منك فقط .

* * *

وهل أنت عاشق ؟

أنا لا .

منذ هجرتك ،

عرفت لحظات من التحدي الحار

على تخوم الشهوة ...

* * *

وهل أنت غريب ؟

أنا نعم .

أكرر : غريبة كنت معك ،

وغريبة بدونك ،

وغريبة بك إلى الأبد .

Tuesday, January 13, 2009

استريحي


استريحي
ليس للدور بقيّة
انتهت كلّ فصول المسرحيّة
فامسحي زيف المساحيق
و لا ترتدي تلك المسوح المرميّة
و اكشفي البسمة عمّا تحتها
من حنين .. و اشتهاء .. و خطيّة
كنت يوما فتنة قدسّتها
كنت يوما
ظمأ القلب .. وريّه
***
لم تكوني أبدا لي
إنّما كنت للحبّ الذي من سنتين
قطف التفاحتين
ثمّ ألقى
ببقايا القشرتين
و بكى قلبك حزنا
فغدا دمعة حمراء
بين الرئتين
و أنا ؛ قلبي منديل هوى
جففت عيناك فيه دمعتين
و محت فيه طلاء الشّفتين
و لوته ..
في ارتعاشات اليدين
كان ماضيك جدار فاصلا بيننا
كان ضلالا شبحيّه
فاستريحي
ليس للدور بقيّة
أينما نحن جلسنا
ارتسمت صورة الآخر في الركن القصيّ
كنت تخشين من اللّمسة
أن تمحي لمسته في راحتي
و أحاديثك في الهمس معي
إنّما كانت إليه ..
لا إليّ
فاستريحي
لم يبق سوى حيرة السير على المفترق
كيف أقصيك عن النار
و في صدرك الرغبة أن تحترقي ؟
كيف أدنيك من النهر
و في قلبك الخوف و ذكرى الغارق ؟
أنا أحببتك حقّا
إنّما لست أدري
أنا .. أم أنت الضحيّة ؟
فاستريحي ، ليس للدور بقيّة
 

ألق الـحروف